يناقش هذا البحث الصعود الصيني في ضوء البيانات الاقتصادية والعسكرية، ويحلّل دلالة التحدي الذي تشكله الصين للقيادة العالمية للولايات المتحدة، كما يفحص البحث التغيرات التي طرأت على مؤشرات القوة العسكرية والاقتصادية لكل من الولايات المتحدة والصين خلال العقود الثلاثة المنصرمة، ويبحث عن إجابة للسؤال الآتي: "ماذا ستكون تداعيات الصعود الصيني على النظام الدولي؟، للإجابة عن هذا السؤال ستجري مناقشة سوابق "الصعود والتحدي" المشابهة لوضع التحدي الذي تمثله الصين في سياقه وتحليله. يشير البحث إلى أن الصين إذ تسعى إلى تحسين مكانتها العالمية تأخذ في اعتبارها حالات التحدي التي أخفقت فيما مضى. فالصين التي لا ترغب في تكرار الأخطاء التي ارتكبتها ألمانيا والاتحاد السوفييتي مترددة في اتّباع سياسة عسكرية عدوانية، وتسعى إلى تضييق نطاق تنافسها مع الولايات المتحدة، وحصره في المجال الاقتصادي. وقد نجحت سياسة الصين لتجنب الصراع المباشر، والتركيز على التنمية الاقتصادية في جعلها أكبر منافس اقتصادي للولايات المتحدة، في حين فتح الصعود الصيني الباب أمام نقاشات حول نهاية النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والغرب.