غيّرت عملية "نبع السلام" التركية في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019 المشهد الميداني الذي كان يتسم بالاستقرار الشكلي لمصلحة الإدارة الذاتية، حيث تسببت العملية في إنهاء هيمنة الكتلة الأمنية المسيطرة، والمتحكّمة بالمشهد في ظل وجود تركي في كل من تل أبيض ورأس العين بمباركة روسية وأمريكية. ويمكن توصيف التفاهمات بأنها لم تكتمل بعد، لكنها حقّقت المهمّة الأولية في إنهاء المشروع السياسي السابق، والدفع إلى انضواء قوات سوريا الديمقراطية نحو تفاهمات مع النظام وروسيا، والقبول بسقف مختلف عن السابق. إنّ العملية غيّرت من التوازنات الإقليمية، ودفعت نحو تفاهمات "أضنة2" التي لم تكتمل؛ فاتحةً المجال أمام تركيا لهيكلة المناطق الحدودية أمنيًّا، ثم التوجه إلى إدلب؛ لإيجاد صيغ جديدة للتفاهمات الروسية التركية هناك.