رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


| المقالات والدراسات < رؤية تركية

صراع القوى الكبرى في شرق البحر الأبيض المتوسط

صراع القوى الكبرى في شرق البحر الأبيض المتوسط: الدور الروسي

صراع القوى الكبرى في شرق البحر الأبيض المتوسط

 ملخّص: تتناول هذه الدراسة التحليلية أهمية منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والنفوذ العسكري الروسي فيها، وسياسات روسيا في المنطقة. وقد توصّلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن روسيا برغبتها في مدّ نفوذها في شرق البحر المتوسط تستهدف منطقة الشرق الأوسط برمّتها، وأنّ موسكو تملأ فراغات النفوذ الأمريكي المتناقص في المنطقة. كما تشير الدراسة في إطار هذا المشهد إلى إسقاطات روسيا المستقبلية في شرق البحر الأبيض المتوسط بما يتعلق بالطاقة والعلاقات مع قوى المنطقة، وترى الدراسة أن روسيا بدأت بتغيير التوازنات في منطقة الشرق الأوسط من خلال إستراتيجياتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وجعلت المكتسبات الأمريكية في خطر، وقد أثّر هذا الوضع في علاقات التحالف في المنطقة، حتّى تحوّل عامل القوة والنفوذ لمصلحة موسكو.

تستعرض روسيا عضلاتها على الساحة الدولية باعتبارها دولةً تريد أن توسّع نفوذها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتقف في الغالب وجهًا لوجهٍ مع دول المنطقة، فمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط التي تتّحد فيها مصالح روسيا الاقتصادية والسياسية تؤثّر كثيرًا في إستراتيجية موسكو حيال دول الشرق الأوسط. وتشكل الأزمة السورية في الأعوام الماضية خير دليل على هذا الوضع، ويتبين في هذا الصدد أن إدارة بوتين لها هدفان في سوريا: أوله أن موسكو تريد الحفاظ على وجودها في سوريا لحماية قواعدها العسكرية، والسبب الثاني يتجلّى في أنّها تريد زيادة ثقلها الاقتصادي في البحر المتوسط، ومن ثَمّ يتّضح أن الهدف الأساسي للوجود الروسي في سوريا ليس دعم نظام الأسد، بل حماية مصالحها في شرق البحر المتوسط؛ لهذا السبب ليست الشام هي التي تأتي في سلّم أولوياتها الإستراتيجية، بل موانئ اللاذقية وطرطوس!

وإلى جانب ما يحمله الوجود الروسي في شرق البحر المتوسط من أهمية محورية بالنسبة لسوريا تحديدًا؛ فإنّ  العلاقات الروسية المتطورة مع دول مثل إسرائيل ومصر وتركيا المنفتحة على المنطقة- تحمل كذلك أهميةً؛ بسبب سياساتها الرامية لبناء نفوذ لها في المنطقة، وخير مؤشر على ذلك، التقارب الذي حصل مؤخرًا بين موسكو وأنقرة. إذ تعدّ موسكو هذا التقارب تعاونًا مع حليف جديدٍ؛ لتوسيع مجال نشاطها في شرق البحر المتوسط، في الوقت الذي تجد فيه أنقرة نفسها مضطرة لبناء علاقات مع لاعبين جدد، بسبب السياسات الأمريكية السيّئة. وعندما نضيف إلى هذا المشهد حقيقةَ أن تركيا تُعَدّ أحد أقوى البلدان في حلف الناتو، يمكننا القول إنّ مستقبل العلاقات الثنائية يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لحملات روسيا في شرق البحر المتوسط.

يملك شرق حوض البحر الأبيض المتوسط أهميةً لا يمكن الاستغناء عنها، من حيث التحكّم بالتطورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بدءًا من السياسات العسكرية، ووصولًا إلى العلاقات الاقتصادية، إذ تعمل روسيا ضمن هذه الأهمية حفاظًا على وجودها في المنطقة، باعتبارها لاعبًا محوريًّا مهمًّا. وكلّ موقعٍ يمكن أن تتخذه روسيا لنفسها في شرق البحر الأبيض المتوسط، فإنّه يكتسب اهتمامًا بالغًا من قبل القوى الإقليمية، إضافة إلى أنه يحمل احتمالية أن تبسط روسيا نفوذها ضدّ القوة العالمية العظمى؛ الولايات المتحدة الأمريكية.

إنّ هذا البحث يتناول إستراتيجية روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويسلّط الضوء على مستقبل المنطقة.

بدا جليًّا أن روسيا تستطيع التأثير في التوازنات في المنطقة؛ بسبب وجودها العسكري في سوريا. وإنّ حماية قواعدها العسكرية في سوريا تحمل أهمية حيوية بالنسبة لها، أيًّا كانت الشروط والظروف، لكن موسكو التي تعدّ قواعدها العسكرية في سوريا غير كافية لزيادة نفوذها في المنطقة توجهت لبناء علاقات جيّدة مع دول مثل تركيا وإيران ومصر وإسرائيل، ولاسيّما أن التقارب مع إيران وتركيا اللتين تشكّلان أبرز اللاعبينَ في المنطقة أثّر كثيرًا في التطورات في منطقة الشرق الأوسط، أما بالنسبة لمصر وإسرائيل فهما تشكّلان تأثيرًا تضييقيًّا على إستراتيجية موسكو في شرق البحر المتوسط، نظرًا لتقرّبهما من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لهذا السبب أصبحت تركيا وإيران أهم شريكينِ لروسيا.

وهناك عنصر آخر يهدّد الوجود العسكري الروسي في شرق البحر المتوسط، هو تأثير قوات حلف الناتو. فالسياسات الأمريكية تستعمل الناتو لتضييق الخناق على نظام موسكو، وتحدّ من نفوذها في المنطقة؛ لهذا السبب يكتسب التقارب الروسي التركي أهمية خاصّة؛ لأن هذا التقارب من شأنه أن يقلّل الهيمنة الأمريكية في المنطقة، ويعرّض وجودها للخطر. أما بالنسبة لتركيا فيشكّل هذا التقارب تعاونًا مع حليف جديدٍ، نتيجة المشكلات التي عاشتها مؤخرًا مع أمريكا فيما يتعلق بتنظيم غولن الإرهابي، وحزب العمال الكردستاني PKK، وامتداده السوري حزب الاتّحاد الديموقراطي. ويَعُدّ الكرملين هذه الحملة قيّمة جدًّا؛ لأنها قد تحدث تغيّرًا في جميع توازنات المنطقة، ولكن من غير الممكن القول إنّ التأثير ذاته ينطبق على مصر وإسرائيل؛ لأنّ السيسي الذي أسقط نظام مرسي بانقلاب عسكري على علاقة جيّدة جدًّا مع البيت الأبيض، وإسرائيل خطَت خطوات لحلّ المشكلات مع إدارة ترامب في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية رغم بعض الصعاب التي عاشتها مع إدارة أوباما.

في هذا المحور تحمل إستراتيجية روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط أهميةً كبيرةً، لدرجةٍ أنها تزعزع النظام المؤسس لتوازن القوى في منطقة الشرق الأوسط، فالهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا سيّما بعد الحرب الباردة، تركت مكانها للتحدّي الروسي في الفترة الأخيرة. وإذا ما استطاعت روسيا أن تُقَيِّمَ التقارب مع تركيا باعتبارها أهم قوة في المنطقة على أساس التحالف فإن الروابط القوية بين البلدين سوف تقلّل من النفوذ الأمريكي في المنطقة.

شرق حوض البحر الأبيض المتوسط

يُعَدّ شرق البحر الأبيض المتوسط أحد أكثر المناطق إستراتيجية في العالم، فهو الذي يؤمّن التنقّل من المحيط الهندي عبر قناة السويس، ويربط الهند والصين وكوريا الجنوبية وبقية دول الشرق الأقصى بالأسواق الأوربية والمحيط الأطلسي. ويتبوَّأ شرق البحر الأبيض المتوسط في الوقت الراهن موقعًا مهمًّا في نقل البترول والغاز الطبيعي من الشرق الأوسط إلى أسواق الاتحاد الأروبي. باختصار، يتصل شرق البحر الأبيض المتوسط ببلاد الرافدين والشرق الأدنى عبر تركيا وسوريا، ويصل حتى شبه جزيرة العرب وشرق إفريقيا والهند عبر قناة السويس[i]. ويمكننا القول إنّ شرق البحر الأبيض المتوسط هو قلب الشرق الأوسط؛ لأنّه يحقّق ترابط الطرق التجارية المهمّة في المنطقة. ومن ثَمّ فإن السيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط بالنسبة للقوى العالمية تؤمّن الاستحواذ على بلدان الشرق الأوسط، والاستفادة من مواردها الاقتصادية؛ لهذا السبب تسعى القوى العالمية لتحقيق هدف أساسي، يتمثّل في السيطرة على هذا الحوض، وهذا الذي جعل هذا الحوض يبقى مسرحًا لصراعات لا تنتهي من أجل الحكم.

يتبوَّأ شرق البحر المتوسط موقعًا مهمًّا بالنسبة للتجارة في الشرق الأوسط، إذ الحوض الذي يتّصل به يشتدّ فيه الازدحام البحري، فيشمل 30 بالمئة من إجمالي التجارة البحرية في العالم، كما تؤمّن هذه المنطقة 25 بالمئة تقريبًا من تجارة البترول عبر البحر[ii]. ومن هذه الناحية يشكّل شرق البحر المتوسط حقلًا للنقل التجاري، ويؤمّن الانتقال إلى المحيط الهندي عبر قناة السويس، موفّرًا الوقت والطاقة. فضلًا عن أن عيون العالم كلّها على هذه المنطقة بحثًا عن موارد جديدة، وعن نقل الطاقة. فيؤدي هذا الوضع إلى تفاقم الصراع بين القوى العالمية والإقليمية[iii].

ولا ننسى أن شرق البحر الأبيض المتوسط يشكّل أهمية بالنسبة للسياسة الأوربية أيضًا، فالحوض بمثابة عازل يقي -ولاسيما أوربا- من التهديدات الإرهابية. إذ يعمل شرق البحر الأبيض المتوسط عمل السدّ الطبيعي الذي يقف في وجه التوسّع الجغرافي للمجموعات الإرهابية في المنطقة، ومن ثَمّ يؤثّر في نتائج عدم الاستقرار الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، إمّا ارتفاعًا في تدفّق اللّاجئين, وإمّا انخفاضًا فيه[iv].

خريطة 1: شرق البحر الأبيض المتوسط

علاوة على ذلك، أصبح شرق البحر الأبيض المتوسط مِساحة جغرافية محورية بالنسبة للمصالح الأمريكية في المنطقة، وأدّى دورًا تاريخيًّا في حماية الجناح الجنوبي للناتو[v]. لكن هذه المهمّة التاريخية تعرضت مؤخّرًا للخطر؛ نظرًا لتناقص النفوذ الأمريكي في المنطقة، وعدم نشاط الناتو؛ لأنّ لاعبين عالميين، من أمثال روسيا، لم يكونوا ليبقوا مكتوفي الأيدي أمام فقدان النفوذ في جغرافيا مهمّة، مثل شرق البحر الأبيض المتوسط.

شرق البحر الأبيض المتوسط وعلاقته بالشرق الأوسط:

من الصعب جدًّا حلّ المسائل المتعلّقة بالشرق الأوسط، مثل الحرب الأهلية السورية، والإرهاب المتصاعد، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومستقبل مصر، وحقول الطاقة، من دون وجود شرق البحر الأبيض المتوسط[vi]. ومن ثَمّ ظهرت مزاعم بأن المنطقة ستصبح في الوقت القريب ساحة لحروب بين القوى العظمى[vii]. وتكتسب هذه المزاعم معنى عندما يتمّ التفكير بها جنبًا إلى جنبٍ مع الصراعات التي تحصل في المنطقة. كما أن الشرق الأوسط يعاني انحسار الأمن منذ وقت طويل بسبب الصراعات التي أثارتها القوى الداخلية والخارجية المتداخلة، حيث عملت هذه القوى على تنفيذ سياساتها في المنطقة من خلال وكلائها في أغلب الأوقات. وكان شرق البحر الأبيض المتوسط معبرًا لوصول القوى الخارجية إلى منطقة الشرق الأوسط، وأصبحت السيطرة على الشرق الأوسط من ثَمّ مقرونًا بالسيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط.

ثمّة مثال آخر يُظهِر العلاقة بين شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، وهو الحرب في سوريا. فالقوى التي تريد أن تملي سياساتها طيلة الحرب التي تدور رحاها في سوريا مارست ضغوطات عن طريق شرق البحر الأبيض المتوسط، ونفّذت في بعض الأحيان عمليات فيها؛ لأنّ شرق البحر الأبيض المتوسط يحمل أهمية من أجل انفتاح القوى في المنطقة على العالم الخارجي، فمثلًا عند النظر إلى الخط السوري العراقي نجد أن تنظيمات إرهابية، مثل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ، خططت لاستعمال شرق البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى العالم الخارجي.

وتأتي أهمية شرق البحر الأبيض المتوسط بالنسبة لروسيا في شكلٍ متعدّد الجوانب؛ لأنّه كان الطريق الوحيد لإظهار موسكو نفسها في السياسة العالمية، ولاسيّما في الفترة التي تفرّدت فيها أمريكا باعتبارها قوةً عظمى إبّان الحرب الباردة، فصار شرق البحر الأبيض المتوسط يشكّل هدفًا لروسيا في المنطقة، واكتسب وجودها العسكري في سوريا أهمية حيوية[viii]. وبقي لروسيا ميراث العلاقات الحسنة التي بنتها مع مصر وسوريا في عهد الاتحاد السوفييتي، فأرادت روسيا أن تزيد نفوذها في القاهرة والشام التي تربطها بهما روابط تاريخية، وشكّل شرق البحر الأبيض المتوسط مفتاح روسيا لبلوغ هذا الهدف.

توجهت أنظار روسيا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط من دون أن يكون لها ثقل في منطقة الحجاز والخليج، ففي الأزمة اليمنية على سبيل المثال لم تقدّم روسيا المساعدات التي قدّمتها للحرب في سوريا. وأحسّت بالقلق إزاء عملية عاصفة الحزم* التي أُطلِقت لمحاربة ميليشيات الحوثي عام 2015، ودعت إلى الحلّ بالحوار[ix]. ومع حلول عام 2016 ظهرت مزاعم بأنّ روسيا اتّفقت مع إيران لدعم الحوثيين في اليمن[x]. ورغم هذه المزاعم لم يحصل تقارب روسي إيراني في اليمن، كما هو الحال في سوريا. ولم تبد روسيا حضورًا في هذه المنطقة إلّا من خلال المشاركة في عمليات مكافحة القرصنة في خليج عدن[xi]. قصارى الكلام، أصبح شرق البحر الأبيض المتوسط الهدف الرئيس للسياسات الروسية في النزول إلى البحار الدافئة التي لها ماض سحيق، ومن خلال هذه المنطقة أرادت روسيا أن تحقّق مكاسبها في الشرق الأوسط.

في النتيجة هناك علاقة قوية بين شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط. ومن ثَمّ تحوّل شرق البحر الأبيض المتوسط الذي يؤثّر كثيرًا في التطورات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط- إلى نقطة تحرّكٍ أساسيةٍ للإستراتيجيات في الشرق الأوسط.

نفوذ روسيا العسكري في شرق البحر الأبيض المتوسط

يتمركز النفوذ العسكري الروسي بشكلٍ ملحوظٍ في سوريا التي هي الموقع الأهمّ في شرق البحر الأبيض المتوسط. فمن المثير للانتباه أن الإرادة الإستراتيجية القوية التي أبدتها موسكو في دعم النظام بدمشق تعكس موقعها العسكري، وتبرز موسكو في سوريا بخصائص وميزات، من قبيل المنظومة الدفاعية الجوية القوية إس 300 وإس 400، وفرق التكتيك التابعة للقوات الخاصة، وأساطيلها البحرية[xii].

خريطة 2: مناطق نفوذ روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط

تبيع موسكو المعدات العسكرية لسوريا منذ عام 1956، حيث بلغت قيمتها 26 مليار دولار حتى عام 1991. بعد هذا التاريخ استمرّ بيع الأسلحة من دون معرفة كميتها، واستمرّت العلاقات العسكرية والتجارية بين روسيا وسوريا[xiii]. وفي عام 1971 بنت روسيا قاعدة عسكرية في ميناء طرطوس، وتوطدّ اهتمام موسكو بهذه القاعدة العسكرية عام 2006. فوقّعت الشام وموسكو اتفاقية لتطوير القاعدة العسكرية البحرية في طرطوس. وفي عام 2009 أُعِيدت هيكلة هذه القاعدة بحيث أصبحت قادرة على استيعاب سفن حربية عالية الحمولة[xiv]. بعد كل هذه التطورات بلغت قاعدة طرطوس مستوى يمكنها استيعاب سفن حربية من الفئة المتوسطة الموجودة في الأسطول الروسي. بتعبير آخر، بلغ الميناء حجمًا كبيرًا يمكنه استيعاب سفن جوية، وأصبح مناسبًا لاستقبال سفن طراد تزن 4 آلاف طن، وقادرة على حمل صواريخ كروز (cruisemissile) [xv]. وفي عام 2017 شرعت روسيا في أعمالٍ لإيصال ميناء طرطوس إلى حجم يؤهّله لاستيعاب سفن حربية كبيرة، وتستطيع حمل الصواريخ النووية الباليسيتية[xvi].

هناك سببان وراء إقبال روسيا على إعادة هيكلة قاعدتها العسكرية في ميناء طرطوس، واستعمالها بشكل فعّال: السبب الأول هو رغبة روسيا في التحوّل إلى قوة بديلة عن دول الناتو في منطقة الشرق الأوسط، لكن في المقابل قامت بلدان المنطقة بحملات لتكون أكثر فاعلية، ولاسيما تركيا التي تُعَدّ واحدة من أكثر البلدان انتهاجًا للسياسات في المنطقة؛ لهذا السبب اندلعت توتّرات على نطاق ضيّق بين روسيا وتركيا، وبلغت هذه التوتّرات أوجها جرّاء اعتداء سفينة حربية روسية على سفينة تركية عام 2015[xvii]، وإسقاط تركيا فيما بعد طائرة حربية روسية اخترقت مجالها الجوي في العام ذاته [xviii]، وقد أدّى هذا الوضع إلى تدهور العلاقات الروسية التركية من جهةٍ، وأحدث تأثيرًا سلبيًّا في العلاقات بين روسيا وحلف الناتو. لكن المستجدات المذكورة تمّ تخطيها عبر علاقات دبلوماسية ناجحة بين موسكو وأنقرة، وعُدّ ما مضى مبادرة من صنع تنظيم غولن الإرهابي لإفساد العلاقات التركية الروسية*. والسبب الثاني هو أن روسيا أرادت أن تحقّق زيارة في نشاطها البحري في هذه المنطقة، ومن ثَمّ تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية في آن واحد[xix]. ومن الجدير بالذكر أن صادرات الغاز تسهم إسهامًا كبيرًا في اقتصاد روسيا. وفي هذا السياق تتبوَّأ سوريا مكانة مهمّة؛ لأنّها تشكّل صلة الوصل بين أوربا ودول الخليج، وتمتاز بموقع إستراتيجي على خط إيران- العراق- شرق البحر الأبيض المتوسط، ويجب التنويه هنا إلى أن دول الناتو خطّطت لتشكيل خطّ بديلٍ مقابل الخط الإيراني الروسي الذي يوفر 44 بالمئة من احتياجاتها من الغاز. فدخلت بالمقابل روسيا وإيران في تعاونٍ في مجال تجارة الغاز، من أجل التوازن مع  تحالف تسعى دول الناتو إلى تأسيسه. وتحمل الموانئ التي توجد فيها روسيا في سوريا وفي شرق البحر الأبيض المتوسط على نحو غير مباشر- أهمية كبيرة في هذه الشبكة التجارية.

لا يقتصر الوجود العسكري الروسي على ميناء طرطوس، فقد توجّهت روسيا في الوقت ذاته إلى ميناء اللاذقية الذي يبعد عن ميناء طرطوس 90 كيلومترًا شمالًا، ومن خلال القاعدة العسكرية التي بنتها في اللاذقية استطاعت روسيا أن تغطّي مساوئ قاعدتها العسكرية في طرطوس، الناجمة من صغرها وإمكاناتها المحدودة[xx]. واستطاعت روسيا، عبر هذه الموانئ، أن تجد فرصة الوجود في سوريا بصورة فعلية، وأصبحت واحدة من أهم لاعبي الحرب.

خريطة 3: أسطول البحر الأسود وقوات المهامّ الروسية في شرق البحر الأبيض المتوسط

اكتسب الوجود الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط بعدًا آخرَ عام 2016، جرّاء المناورات التي نظّمتها بالتعاون مع نظام السيسي القريب من الولايات المتحدة الأمريكية[xxi]؛ لأنّ هذه الخطوة تزيد احتمالية تقارب البلدين، وتهدف إلى إضعاف العلاقات الأمريكية مع نظام السيسي.

في نهاية المطاف، يثير الوجود العسكري الروسي المكثّف في شرق البحر الأبيض المتوسط اهتمام القوى العالمية وبلدان الشرق الأوسط على حدّ سواء. هذا الإطار يشير إلى احتمالية أن تتزعزع توازنات القوى الإقليمية تزعزعًا عميقًا، ولاسيّما إذا استطاعت روسيا أن تأخذ مكان الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل على توجيه التطورات في منطقة الشرق الأوسط.

سياسة روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط:

تعمل روسيا على التدخل من الخارج في شرق البحر الأبيض المتوسط بسبب موقعها الجغرافي، ويتخذ الكرملين خطوات عسكرية وتجارية من أجل تحقيق هذا الهدف، ومن بين أبرز هذه الخطوات: محاولتها التحكّم بمعابر الشرق الأوسط عن طريق إنزال أسطولها الكبير الموجود في البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط.

أصبح شرق البحر الأبيض المتوسط منطقة أزمات بعد عام 2010، فهذا التحوّل الذي انطلق في تونس عام 2010 اجتاح منطقة الشرق الأوسط برمّتها، حتى وصل إلى سوريا عام 2011. ولم تلبث هذه الموجة أن جرّت سوريا إلى حرب أهلية، ونتيجة هذا التحوّل وجّهت روسيا مرّة أخرى أنظارها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، علمًا أنّها لم تبدِ حضورًا ملحوظًا فيها منذ انتهاء الحرب الباردة، واتّخذت موقفًا داعمًا لنظام الأسد والبعث في أثناء الحرب السورية بين النظام والشعب، وكثّفت من وجودها في المنطقة[xxii].

لفهم هذا الموقف الروسي تجب دراسة الدوافع الكامنة وراء السياسة المذكورة. ولا يكفي تقييم هذه الإستراتيجية من خلال علاقة موسكو بالأسد والنظام في الشام. فمن المعروف أن اقتصاد روسيا يعتمد أساسًا على البترول، وتخطّط روسيا لتصبح المورِّد الموثوق للبترول في المنطقة، وتحقّق من خلالها مصالحها الاقتصادية[xxiii]. ومن ثَمّ فإن الهدف الأساسي من وقوفها بجانب الأسد هو رغبتها في تكوين نقطة ارتكاز عسكري واقتصادي لنفسها في شرق البحر الأبيض المتوسط أكثر من رغبتها في دعم الأسد، والوصول إلى موقع المهيمِن في المنطقة عند انتهاء الحرب في سوريا[xxiv]. وممّا يشير إلى ذلك، أن روسيا خلال الحرب في سوريا لم توجّه أنظارها إلى الشام، بل إلى ميناء طرطوس التي تبعد عنها 100 ميلٍ شمالًا.

إن العلاقات التي تربط روسيا بالقوى الإقليمية والعالمية تحمل أهمية بالنسبة لشرق البحر الأبيض المتوسط، ففي إستراتيجيات الكرملين هناك مكانة مهمّة لعلاقاتها بأمريكا وأوربا على الصعيد العالمي، وبتركيا وإيران وإسرائيل ومصر على الصعيد الإقليمي، وقد زادت روسيا من نفوذها في شرق البحر الأبيض المتوسط، مستفيدةً من تقلص النفوذ الأمريكي والأوربي في هذه المنطقة. أما على الصعيد الإقليمي فإن تكوين موقع مشترك، ولاسيما مع تركيا وإيرن يتبوَّأ عندها مكانة مهمّة، لكنها لم تقطع شوطًا في علاقاتها مع بقية القوى الإقليمية بما فيها مصر وإسرائيل.

العلاقات مع القوى في شرق البحر الأبيض المتوسط:

عند الأخذ بالحسبان التفاعل الذي يشهد هبوطًا وصعودًا بين أنقرة وموسكو، يُلاحَظ أنّ التوترات الإقليمية هي التي تشكّل العلاقات الثنائية، فهناك اختلاف في السياسات التركية والروسية حيال سوريا وقبرص وليبيا ومصر، لكنهما بدأتا تجدان حلًّا لهذه الاختلافات في إطار المصالح المشتركة، فحلَّ التقارب مكان التوتر الذي دام طويلًا بين البلدين ولاسيّما في الأعوام الماضية. في هذه النقطة لوحظ أن تركيا اتّبعت سياسة فعالة في المنطقة، وساد اعتقاد بأن روسيا لن تستطيع أن تحقّق مكاسبها في المنطقة إلّا من خلال بناء علاقات حسنة مع أنقرة. فالعلاقات الدبلوماسية القوية بين موسكو وأنقرة غيّرت مسار الصراعات في الفترة الأخيرة من الحرب في سوريا. ويمكننا القول باختصار إن الشراكة القوية بين موسكو وأنقرة غيّرت توازن القوى في المنطقة، إذا ما تمّ التفكير في إستراتيجية روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط جنبًا إلى جنب مع الحرب في سوريا.

يراقب الغرب بدوره عن كثبٍ هذه الروابط القوية بين تركيا وروسيا واتساعها لتشمل التجارة والدفاع العسكري. ولوحظ في هذا السياق ابتعاد أنقرة عن حليفها القديم أمريكا؛ بسبب سياساتها في عهد أوباما، فضلًا عن أن أمريكا قدّمت دعمًا صريحًا لتنظيمات إرهابية تحاربها تركيا، من أمثال تنظيم غولن الإرهابي، وPKK / PYD، فكان لسياسة واشنطن هذه دور كبير في التقارب بين أنقرة وموسكو.

والمكاسب الموجودة بين البلدين إنما هي في الأساس انعكاس لاحتياجات تكمل بعضها بعضًا، فالحرب الأهلية السورية خط أحمر بالنسبة لروسيا، وتؤثّر بشكل كبير في سياساتها في المنطقة، فيما تُعدّ تهديدًا كبيرًا للأمن بالنسبة لتركيا. ومن ثَمّ فإن إيقاف الصراع في سوريا يصبّ في مصلحة كل من موسكو وأنقرة.

وكذلك تطويق روسيا من قبل الناتو يشكّل معضلة جذرية لها، وقد حصل فتور من الجانب التركي تجاه الناتو نظرًا لتخلّف الأخير عن تقديم الدعم الكافي لتركيا في مكافحة الإرهاب. وهكذا تؤدّي المسافة التي وضعها كلّ من تركيا وموسكو تجاه الناتو لأسباب مختلفة دورًا كبيرًا في تقارب البلدين. وهذا التقارب بين أنقرة وموسكو عزّز إمكانية الحلّ، ولاسيّما في الفترة التي وصل فيها النظام الدولي إلى طريق مسدود بسبب السياسات الأمريكية، واحتدام الصراعات في منطقة الشرق الأوسط. وفي إطار هذا المشهد تكونت آمال وتوقّعات جديدة فيما يتعلق بمستقبل الشرق الأوسط جرّاء إقدام روسيا على بناء علاقات قريبة مع تركيا التي هي أهمّ قوة إقليمية في المنطقة.

ثمّة بلد آخر طوّرت روسيا معه علاقة جيدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو إيران. وهذه الخطوة التي أقدمت عليها روسيا تبوّأت مكانة مهمّة في الحرب السورية، وغيّرت مسارها. وإنّ إقبال طهران على التعاون مع روسيا وزيادة ثقلها في المنطقة يشير إلى بناء تحالف جديد. ويمكن القول إن محادثات أستانا التي تمّت في المثلث الروسي التركي الإيراني، تشكّل تجسيدًا لهذا التحالف، إذ كانت هذه المحادثات وسيلة لإحداث تحوّلات كبيرة في سوريا، وتقويض التنظيمات الإرهابية مثل داعش وPKK / PYD، وتضييق مساحاتها الجغرافية. وهكذا باختصار تبلور التعاون الروسي الإيراني جليًّا في سوريا. فضلًا عن أنّ إيران تُعنَى كثيرًا بموارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومرافق الطاقة التي تنوي روسيا بناءها في هذه المنطقة. ومن ثَمّ فإن التعاون الروسي الإيراني التركي من أجل النفوذ في هذه المنطقة الجغرافية يحمل دلالات مهمّة على إمكانية بناء ممرّات الطاقة.

الخاتمة

يتبوّأ شرق البحر الأبيض المتوسط موقعًا إستراتيجيًّا مهمًّا في منطقة الشرق الأوسط، وقد أصبح بحكم موقعها هذا محطَّ أنظار القوى الإقليمية والعالمية على حدّ سواء، وصار سببًا في اندلاع صراعات بين لاعبين مختلفين. والدول التي تحاول بسط نفوذها على هذه المنطقة تريد أن تستفيد من مواردها الطبيعية الغنية، إلى جانب موقعها الإستراتيجي. وتأتي روسيا في مقدمة البلدان التي جعلت شرق البحر الأبيض المتوسط هدفًا تريد الوصول إليه. وفي هذا الصدد خطَت روسيا التي تطور إستراتيجيات عديدة للوصول إلى تلك المنطقة منذ سنوات طويلة- خطوة أخيرة تجلّت في التدخل في الحرب السورية، ودعم نظام الأسد علنًا. أما النقطتان المهمّتان اللتان استعملتهما روسيا للتدخل في الحرب السورية، فهما ميناء اللاذقية وميناء طرطوس، إذ استطاعت من خلال هذين الميناءين أن تحيي وجودها في المنطقة مرّة أخرى، ووجدت الفرصة لبلورة التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط تبعًا لمصالحها.

يتبوّأ الوجود العسكري الروسي وسياسات الطاقة مكانًا مهمًّا في الإستراتيجية التي تتبعها روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط. وقد تأثرت هذه السياسات مباشرةً بالعلاقة التي طوّرتها موسكو مع القوى الإقليمية، إذ بنت تقاربًا مهمًّا مع تركيا وإيران، ولم تستطع أن تؤسّس التقارب المنشود مع مصر وإسرائيل. وزعزعت روسيا التوازنات في الشرق الأوسط عبر إستراتيجياتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأدّت دور الوساطة في بناء تحالفات جديدة في المنطقة. وفي هذا السياق غيّرت مسار الحرب السورية عن طريق التقارب مع أنقرة، وشكّلت إسقاطات جديدة لمستقبل المنطقة بفعل تقلّص النفوذ الأمريكي. وبفضل العلاقة القريبة التي بنتها موسكو مع إيران استطاعت روسيا أن تحصل على النتائج المرجوّة من الحرب السورية، وأن تقلّل من ثقل البيت الأبيض في المنطقة. وقصارى الكلام، بدأت روسيا بتغيير التوازنات في منطقة الشرق الأوسط عبر إستراتيجياتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وجعلت المكتسبات الأمريكية في خطر، وقد أثّر هذا الوضع في علاقات التحالف في المنطقة، حتى تحوّل عامل القوة والنفوذ لمصلحة موسكو.

في إطار هذا المشهد تتجلى إسقاطات روسيا المستقبلية في شرق البحر الأبيض المتوسط على النحو الآتي:

  • حماية موانئ طرطوس واللاذقية في سوريا.
  • مواصلة العلاقات القريبة مع تركيا، وبناء تحالفات جديدة في المنطقة، من أجل زيادة نفوذها في الشرق الأوسط.
  • حماية موقعها المشترك مع إيران، والاستمرار في التعاون العسكري.
  • نقل موارد الطاقة من شرق البحر الأبيض المتوسط عبر تركيا وإيران.
  • إنهاء عملية أستانا بنجاحٍ؛ لإيقاف الحرب في سوريا.
  • الاستمرار في العلاقات الحسنة مع دول المنطقة لمكافحة الإرهاب.
  • تحقيق التقارب مع النظام المصري في المجالين العسكري والاقتصادي.
  • منع إسرائيل من ممارسة ضغوطات عليها من خلال سوريا تحديدًا.
  • ملء الفراغ الذي يخلفه النفوذ الأمريكي الذي بدأ ينحسر تدريجيًّا في شرق البحر الأبيض المتوسط، والتحول في نهاية المطاف إلى دولة تملك النفوذ الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.

 

[i] جهاد يايجي، " تركيا ومشكلة تقاسم مجال الصلاحيات البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط"، Bilge Strateji، 2012: العدد6، ص4.

[ii] Elkabbouri Mounime ve Mohamed Lotfi, “Maritime transport and international trade: a study of transshipment opportunities and their impacts on The mediterranean region growth” The Business & Management Review, 2014, Volume 4 Number 4, P.2.

[iii] The Strategic Value of the Eastern Mediterranean https://worldview.stratfor.com/the-hub/strategic-value-eastern-mediterranean

[iv]  The Strategic Value of the EasternMediterranean. https://worldview.stratfor.com/the-hub/strategic-value-eastern-mediterranean

[v] Martin Indyk, Strategy and Defense in the Eastern Mediterranean: An American-Israeli Dialogue, Robert Satloff (Ed.), The Washington Institute, 1986, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/strategy-and-defense-in-the-eastern-mediterranean-an-american-israeli-dialo P.1.

[vi] AristotleTziampiris, The New Region of the Eastern Mediterranean, The Huffington Post.

[vii] James Stavridis, Flash Point in the Eastern Mediterranean, Foreign Policy,19.07.2013.

[viii] Russia National Security Strategy and Military Doctrine and their implications fort he EU, 2017, http://www.europarl.europa.eu/RegData/etudes/IDAN/2017/578016/EXPO_IDA(2017)578016_EN.pdf

* تشمل عملية عاصفة الحزم غارات جوية تطلقها قوات التحالف بقيادة السعودية منذ عام 2015 ضدّ مليشيات الحوثي المدعومة من قبل إيران في اليمن. في إطار هذه العملية قصفت حوالي 100 طائرة حربية مواقع تابعة للحوثيين.

[ix] عملية عاصفة الحزم في اليمن، جريدة صباح، 26. 03. 2015.

[x] روسيا ستتوجه إلى اليمن، جريدة صباح، 22. 02. 2016، https://www.sabah.com.tr/dunya/2016/02/22/rusya-yemene-girecek

[xi] Russia National Security Strategy and Military Doctrine and their implications for the EU.

[xii] Andrea Beccaro and Anna Sophie Maass, The Russian Web in the Mediterranean Region, 2017, The Italian Institute for International Political Studies (ISPI), ss.3-5.

[xiii] Matthew Bodner, Why Russia is Expanding Its Naval Base in Syria, The Moscow Times, 21.09.2015

[xiv] Shirin Jaafari, Russia's naval base in Syria has decades of history, PRI, 06.10.2015.

[xv] Tom O’connor, Russia Sends Warships Toward U.S. Navy After Syria Bombing, News week, 04.07.2017.

[xvi] Michael Peck, “How Russia Is Turning Syria into a Major Naval Base for Nuclear Warships (and Israel Is Worried)” The National Interest, 18.03.2017.

[xvii] سفينة حربية روسية تطلق النيران على زورق تركي للصيد في بحر إيجة، بي بي سي التركية، 14. 12. 2015.

[xviii] إبراهيم قايا، خمسة أسئلة: إسقاط الطائرة الروسية والقانون الدولي، وقف مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (ستا)، 26. 11. 2015.

* أراد تنظيم غولن الإرهابي أن يمنع التقارب بين موسكو وأنقرة في إطار أهدافه، من خلال التسرّب إلى آليات صنع القرار في تركيا، فتمّ إسقاط الطائرة الروسية واغتيال السفير من قبل هذا التنظيم، وقطع الطريق أمام البلدين لتشكيل قوة مشتركة.

[xix] Bodner, a.g.m.

[xx] Jeremy Bender, Russia is moving into the eastern Mediterranean for naval exercises, Business Insider, 25.09.2015.

[xxi] The Russian Web In The Mediterranean Region, P.4

[xxii] John W.Miller and Frederick W. Kagan. The new Cold War in the Mediterranean, American Enterprise Institute, 02.17.2016.

[xxiii] Mark N.Katz, Russian Geopolitical Strategy in the Mediterranean, 23.01.2016. https://katzeyeview.wordpress.com/2016/01/23/russian-geopolitical-strategy-in-the-mediterranean/

[xxiv] Keith Johnson, Putin’s Mediterranean Power Play in Syria, Foreign Policy, 02.10.2015.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...