المدخل:
تعيش العلاقات التركية الأمريكية حالة من الشد والجذب جرّاء قرار الولايات المتحدة الأمريكية "إخراج تركيا من برنامج إف-35" ردًّا على حصول تركيا على نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400. ورغم أنهما أمران مستقلّان؛ فإن واشنطن تتخذ إخراج تركيا من برنامج إف-35 ورقة ضغط ضد أنقرة؛ لحملها على العدول عن تسلّم نظام إس-400. وقد بدأت المسألة تأخذ منحى رسميًّا بعد كتاب البنتاغون الموجه إلى وزارة الدفاع في 6 حزيران 2019 في أعقاب تداول المسألة في الكونغرس، وتناولها بكثافة من قبل الصحافة الأمريكية، وتحولت إلى مشروع أزمةٍ محتملةٍ بين البلدين.
وقد حمل الكتاب المرسَل من نائب وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان إلى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أهميةً من نواحٍ عديدة، حيث تضمن طلبًا من أنقرة بإيقاف شراء نظام إس-400، في ظل تهديد بإخراج تركيا من برنامج طائرة إف-35 الحربية، وعقوبات مختلفة بموجب "قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) ". وبذلك اتخذت الإدارة الأمريكية من خلال موقفها هذا قرارًا سياسيًّا يربط بين مسألتي إس-400 وإف-35 المستقلتين.
وانطلاقًا من تلك الرؤية يسعى هذا التحليل و يدور في فلك علاقة الدور التركي في برنامج طائرة إف-35 الحربية بنظام الدفاع الروسي إس-400، وكيف تحولت هاتان المسألتان إلى أزمة بين أنقرة وواشنطن، توازيًا مع تسليط الضوء على تداعيات هذه الأزمة. فيما يكشف التحليل في الوقت نفسه عن الجهود التي تبذلها تركيا للتغلب على هذه المعضلة، فضلًا عن المحددات الحاسمة في التفضيل فيما بين إف-35 وإس-400.