أصبحت الدولة والشعب في حالة النفير العام بعد الكارثة على غرار ما حدث في الكوارث الطبيعية السابقة. هرعت الإدارة المركزية، والإدارات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، والهيئات المنظمة، والمتطوعون إلى منطقة الزلزال كـ "قلب واحد" لمداواة جراح الزلزال.
يقدم كتاب "النظام الرئاسي والتحول السياسي في تركيا" من تحرير كل من برهان الدين ضوران ونبي ميش ومحمود الرنتيسي صورة للنظام الرئاسي في تركيا من أوجه عدة من خلال مساهمة مجموعة من الأكاديميين والكتاب.
يتناول هذا البحث الخطوط العامة لنموذج الإدارة الذي تم الانتقال إليه بعد انتخابات 24 حزيران/يونيو 2018 مع تحليلاتها. كما يتطرق إلى تجارب الدول التي يحكمها نظام رئاسي، وتقييم خطوات رئيس الجمهورية في صنع السياسة العامة، وتنفيذها، وزيادة قدرتها التقييمية، إلى جانب التغييرات التي طالت مجلس الوزراء والوزارات. ويرى البحث أن نظام الحكم الجمهوري الرئاسي يحتاج إلى إعادة هيكلة النظام التنفيذي؛ لأن التنظيم القوي السليم للسلطة التنفيذية في نظام الحكم الجمهوري الرئاسي يعد واحدا من الشروط الأساسية للأداء السريع والفعال.
يتناول هذا التقرير الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 يونيو/ حزيران 2018 في السياسة التركية، إذ تشكل الانتخابات نقطة تاريخية فاصلة في حياة تركيا السياسة عمومًا، ولاسيما في الناحيتين الآتيتين: الأولى هي أن هذه الانتخابات تشكل الانتقال الفعلي إلى النظام الرئاسي الذي اعتمد دستوريا في استفتاء 16 أبريل 2017، والثانية هي أن انتخابات 24 حزيران تميزت من الانتخابات الأخرى بممارسة التجربة الأولى لقانون التحالفات الانتخابية الذي سمح بتشكيل التحالفات بين الأحزاب السياسة على أرضية دستورية. إن هذا التقرير يتناول أهمية انتخابات 24 حزيران من حيث تحول النظام السياسي وقانون التحالفات الانتخابية، كما يتناول النظام الرئاسي ونظام التحالفات الانتخابية بشكل مفصل، وأخيرًا، يتوقف عند المسائل الرئيسة التي تأتي في طليعة مرحلة ما قبل الانتخابات.
تتناول هذه الدراسة الإطار الدستوري للنظام الرئاسي في تركيا، مسلّطة الضوء على الخلفية التاريخية التي مهدت لعملية الانتقال للنظام الرئاسي حيث جرت حوله نقاشاتٌ منذ أكثر من أربعين عامًا في الحياة السِّياسيَّة التركيّة لتجاوز أزمة نموذَجِ النّظام البرلماني. وللقضاء على الوصاية البيروقراطية، وتأمين التحوّل الدّيمقراطي، وتأمين الاستقرار السّياسيّ والاقتصاديّ، وتحقيق الإدارة السّريعة والفعّالة.
تهدف هذه الدراسة إلى قياس التصور المجتمعي لمحاولة الانقلاب التي نفذها تنظيم غولن في 15 تموز، حيث شهدت تركيا محاولة انقلاب عسكري في 15 يوليو، بعد عمليات من التغلغل داخل مؤسسات الدولة، وقد أكد موقف الشعب الصامد وشجاعته خلال المحاولة صعوبة تنفيذ أو نجاح أي محاولات انقلابية؛ حيث برزت المقاومة الشعبية الباسلة ضد الانقلابيين فيما يُسمى "رباط الديمقراطية"، واستمرت مدة 27 يومًا. يعرض العمل نتائج مقابلات أجريت مع 176 شخصًا في 12 ساعة في 9 مدن، لتحديد رموز الوعي الاجتماعي الذي وضعه المجتمع تجاه محاولة الانقلاب، وأساليب مكافحته، وقضايا ممائلة من خلال معرفة كيف ينظر المجتمع إلى محاولة الانقلاب.
يُعدّ رجب طيب أردوغان أحد أبرز القادة السياسيين الإصلاحيين الذين ظهروا مع السياسات التنموية التي جعلته من أهم القادة، بل والأكثر تأثيرًا في تاريخ تركيا الحديث. إن ما جعله شخصية مهمة هو حقيقة أنه أدّى دورًا رئيسًا خلال المدة التي كانت تعاني فيها تركيا من أزمات سياسية كبيرة، واستطاع أردوغان التفاعل مع الأزمات بخطة إصلاحية ضخمة.
ولا جدال أن نهج أردوغان "البنائي" نحو السلطة التنفيذية في الرئاسة سيتيح إنشاء مؤسسات جديدة. ويتألف مشروع "تركيا الجديدة" الذي يعد مركز الإصلاح بالنسبة لأردوغان من ثلاثة عوامل، هي: الاستقلال والديمقراطية والتنمية. وهناك هدفان رئيسان؛ هما: إصلاح المجتمع ومؤسساته بما في ذلك القيم المحلية، وإعادة بناء المجتمع من الداخل. في الوقت نفسه، لابد من أجل تحقيق مواطنة تعددية ديمقراطية أن يتمتع المجتمع الجديد بمؤسسات سياسية تصحيحية. هذان الهدفان لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.