رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


| المقالات والدراسات < رؤية تركية

دعوة لـ

من المثير جداً جهل رئيس وزراء بلد هو المستهدف الأول لموجات اللجوء القادمة من أفغانستان، وسوريا، والعراق، وإيران والدول الإفريقية، قيمة وأهمية التعاون مع أردوغان. كما أنه من الغرابة ظنه بأن الأزمة يمكن حلها عبر دفع بضعة مليارات يورو.

دعوة لـ

إن كان أردوغان يريد حواراً صادقاً مع أوروبا، فأفضل سبيل له إلى ذلك هو الكف عن إرسال آلاف اللاجئين إلى البلدان الأوروبية. إذ أن طريق الحل مع اليونان وأوروبا ليس بهذا الشكل. وإلا فلن يمكننا إنشاء حوار صادق مع الرئيس أردوغان."
هذه التصريحات لرئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس.
كما انتقد "ميتسوتاكيس" تصريحات أردوغان خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول إمكانية إعادة ما بين مليون إلى مليوني لاجئ سوري، إلى الشمال السوري في حال تم إنشاء منطقة آمنة هناك. حيث قال رئيس الوزراء اليوناني في معرض تعليقه على هذه التصريحات: "أردوغان يرغب في إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا يسكن فيها السنة ليفصل بين أكراد تركيا وسوريا."
وأضاف: "قبول الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا هذا المقترح، احتمال ضعيف جداً. والحل هو دفع المزيد من الأموال لتركيا كي تعتني باللاجئين داخل أراضيها."
*
دعوات الساسة الأوروبيين إلى تبني "حوار صادق"، يدفع الإنسان للسخرية أحياناً. دعوة "ميتسوتاكيس"، مثال على ذلك. هذه عقلية لا ترى الأزمة إلا عندما تقرع بابه، وتعمل على تحميل المسؤولية على الطرف الآخر. وكأن أردوغان لم يوجّه طيلة السنوات الماضية، دعواته لأوروبا والعالم من أجل إيجاد حل للأزمة السورية.
"ميتسوتاكيس" يصرّح وكأنه لم يستنجد قبل أيام في كلمته لدى الأمم المتحدة، من مسألة اللاجئين. كما يصف اتفاق المنطقة الآمنة بين أنقرة وواشنطن، بأنه خطوة "غير صادقة"، متجاهلاً أن الآلاف من أكراد سوريا لجؤوا إلى تركيا هرباً من إرهاب "ي ب ك/بي كا كا"، ومن سياساته لتغيير البنية السكانية في شمالي سوريا. 
*
من المثير جداً جهل رئيس وزراء بلد هو المستهدف الأول لموجات اللجوء القادمة من أفغانستان، وسوريا، والعراق، وإيران والدول الإفريقية، قيمة وأهمية التعاون مع أردوغان. كما أنه من الغرابة ظنه بأن الأزمة يمكن حلها عبر دفع بضعة مليارات يورو. 
تركيا لا تقول فقط بأنها ستفتح أبوابها أمام اللاجئين، بل تقترح حلاً للأزمة عبر توطين مئات الآلاف في منطقة آمنة.
إذ أنها تدرك جيداً أن الاكتفاء بتصريحات حول فتح الباب أمام اللاجئين، سيعني موجات لجوء جديدة من أفغانستان وإيران. 
تركيا ليست محطة لعبور اللاجئين، ولا منطقة لإيوائهم من أجل خاطر الأوروبيين.
*
لندع دعوة "ميتسوتاكيس" حول "الحوار الصادق"، جانباً، علينا ألا ننسى بأن تركيا أنفقت حتى الآن 40 مليار دولار للاجئين، فيما لم تدفع لها أوروبا سوى 6 مليارات يورو.
هناك العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها لـ "ميتسوتاكيس" حول "الحوار الصادق"، لكن سأكتفي بواحدة فقط.
لماذا لا تقوم اليونان بإيفاء التزاماتها فيما يخص مكافحة الإرهاب، وتعيد أعضاء "بي كا كا" و"غولن" المتواجدين على أراضيها؟


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...