العلاقة بين السمة الوطنية والمساعدة الإنسانية
إن السمة الوطنية هي مفهوم مهمّ في عالم اليوم؛ ويمكن وصفها على أنها زيادة في عملية التعريف الإيجابي لأيّ بلد في العالم. ونتيجة للعولمة، يجب على جميع البلدان التنافس مع بعضها بعضًا من أجل الاهتمام والاحترام والثقة، وكسب المستثمرين والمستهلكين والجهات المانحة والمهاجرين ووسائل الإعلام، ومن الضروري أن تفهم الدول كيف ينظر إليها العالم.
كما أن العلامة التجارية/ السمة للمؤسسة أو البلد ليست مجرد صورة مفردة أو خاصية تساعد على تمييز منتج واحد عن المنتجات الأخرى. إنها عملية تخلق كلًّا ذا معنى، له جوانب مادية وغير مادية ونفسية أو اجتماعية. بشكل عام، تُعَدّ العلامات التجارية ضرورية من خلال مجموعة كبيرة من أدوات الاقتصاد والمالية والتسويق، وأداة رئيسة للعلوم الاجتماعية.
وفقًا لأنهولت Anholt، فإن السمة الوطنية لبلد ما تشير إلى الجهود التي يبذلها البلد في إقامة علاقات متناغمة من خلال الاهتمام بتوجهات جديدة وممارسة الابتكار لتحسين سمعتها، ويلفت سزوندي Szondi انتباهنا إلى فئات واضحة من السمات الوطنية التي تدعم البلدان في زيادة مكانتها. إنها توفر شعورًا بالفخر والميزة لمواطني أيّ دولة، وتشجعهم على تحمل القدرة التنافسية الوطنية والعالمية. يتمثل الهدف في إنشاء فكرة واضحة وبسيطة ومميزة مبنية على صفات عاطفية يمكن ترميزها في مجموعة متنوعة من المواقف. وللعمل بفعالية، يجب على الأمة أن تسعى لتشمل السمة الوطنية الأنشطة السياسية والثقافية والتجارية والرياضية.
صُنِّفت السمة الوطنية في الأدبيات إلى ثلاث فئات: سمة قائمة على المنتج، وسمة قائمة على أساس وطني، وأخرى على أساس ثقافي. وبعبارة أخرى، تكشف السمة القائمة على أساس وطني عن السمات الوطنية التي تخص الأمة فقط. ويسلط دينّيه Dinnie الضوء على أن السمة الوطنية للبلد لا تشجع الفرص السياحية للبلد، وتحفز التجارة والاستثمارات المحلية والأجنبية، وتجذب الطلاب الدوليين بوصف ذلك جزءًا من أهدافها الاقتصادية فحسب- بل تحاول زيادة قيمة العملة النقدية الرئيسة للبلد، وتعزيز استقرارها السياسي. تؤدي هذه الجهود معًا إلى الإسهام في بناء الأمة. واليوم، تستخدم الدول عدة طرق لشرح نفسها للعالم. وكما يبين الشكل1 تستخدم الدول عمومًا صورًا وشعارات وأساليب تسويقية (بسيطة) وواضحة.
العلامات التجارية للدول
تكشف هذه الصور عن إستراتيجيات العلامة التجارية للأمة، وبينما تبرز بعض الدول ألوان علمها، بمعنى آخر، هويتها الوطنية أو السياسية، تبرز بلدان مثل جزر المالديف واليونان هويتها بوصفها وجهات سياحية. وبينما تمثل البلدان نفسها، فإنها تميل إلى التركيز على معالمها الشهيرة.
لم يصبح شعار تركيا: "اكتشف الإمكانات"، مشهورًا مثل توليب هولندا، أو "أحب نيويورك". فعلامة تركيا تستمد بروزها من عوامل مثل سياستها الخارجية وادعائها القيادي في المنطقة، والتي يصعب بلورتها في صورة واحدة أو شعار واحد. حتى الآن،
ليست كل العلامات التجارية تدور حول الصورة المرئية. في تحليله للعلامة التجارية الوطنية، يحدّد فان Fan أربع خصائص أساسية: الدبلوماسية العامة، والسياحة، وبلد المنشأ، والهوية الوطنية. في هذه الورقة، سيكون التركيز الرئيس على دور الهوية الوطنية في العلامة التجارية للأمة، ووظيفة المساعدات الإنسانية في فهم العلامات التجارية الوطنية.